مقدمة

للإبل مكانة خاصة في دولة الكويت ودول الخليج العربي، نظرًا لدورها التاريخي والثقافي والاقتصادي المهم في تلك المجتمعات. إن استخدام الإبل كشعار رسمي لمنتخب الكويت في كأس العالم عام 1982 يُظهر مدى ارتباط هذا الحيوان بالهوية الوطنية للدولة. كما أن إقامة ندوة دولية خاصة بالإبل في الكويت عام 1986 تُعتبر دليلاً على الاهتمام الأصيل بالمحافظة على هذا التراث الاقتصادي والثقافي القيم وعلى الدور الريادي والمتقدم الذي كان يؤديه القطاع الحيواني في الدولة على مستوى العالم والمنطقة.

بعد الغزو والتحرير 1990 - 1991، كانت هناك مجموعة من التحديات الكبيرة التي أثرت على مختلف جوانب الحياة في الكويت، بما في ذلك القطاع الزراعي وتربية الحيوانات. فتأخر تنمية الثروة الحيوانية وتربية الإبل بالتحديد قد يكون نتيجة للأضرار البيئية والاقتصادية واسعة النطاق التي سببها الغزو والفترة التي تلته من الإعمار وإعادة التنظيم. بالمقابل، دول الخليج مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرهما من دول مجلس التعاون الخليجي زادت من اهتمامها واستثماراتها في تربية الإبل، مما أدى إلى تطور كبير في هذا القطاع. فتطورت تربية الإبل وأصبحت جزءاً من الصناعات الحديثة؛ مثل إنتاج مشتقات حليب الإبل واللحوم والجلود والوبر بطرق مستدامة ومحترفة، بالإضافة إلى تنوع سباقات الإبل المُحكّمة ومشاريع السياحة البيئية.

camel.png

 

واقع تحديات تربية الإبل

على الرغم من أهميتها الثقافية والاقتصادية العميقة، تواجه تربية الإبل عدة تحديات محلياً وفي العديد من المناطق حول العالم، والتي تشمل مسائل مثل نقص البيانات الدقيقة في الإحصاءات وضعف أنظمة تتبع الحيوان وقلة النشر العلمي بخصوص صونها وصحتها وأمراضها. الأمر الذي يُعقّد عملية التخطيط والتطوير الفعّال لذلك القطاع. الاختلاف الكبير في الأرقام بين الجهات المختلفة يشير إلى ضرورة وجود نظام إحصائي موحد وموثوق لتحديد حجم الثروة الحيوانية بدقة، وهذا أساسي للتخطيط الاستراتيجي وتنفيذ سياسات الدعم والتنمية.

بالإضافة إلى تحديات الإحصاء، تواجه الكويت تحديات بيئية واقتصادية مثل شح الموارد الطبيعية، وخصوصاً ندرة المياه والعلف، التي تؤثر على تربية الحيوانات. الكويت، كدولة صحراوية، لديها محدودية في الموارد الطبيعية الضرورية لتربية الحيوانات بكفاءة، مما يجعل الاعتماد على الاستيراد لتغطية حاجات العلف أمرًا ضرورياً ولكنه يأتي بتكاليف مالية عالية.